مريم حسن زوبر عمر امرأة شابة في الثالثة والثلاثين من العمر من قرية كدف زُميلة بمديرية باجل محافظة الحديدة ،
اضطرتها ظروف الحياة القاسية وإصابة والدها وتوقفه عن العمل إلى ترك مقاعد الدراسة في وقت مبكر في الصف الخامس
من التعليم الأساسي لتجبرها للعمل في إحدى المزارع الخاصة لتعيل أسرتها المكونة من أب وأم وأربعة أخوة ذكور
يصغرونها سنا .مريم كانت إحدى المستهدفات من برنامج المعرفة القرآئية والمهنية حيث حالفها الحظ لتلج وتتدرب في معهد
الأشعري في مجال التفصيل والخياطة، واستطاعت أن توفر مبلغا من المال مما تتحصل عليه من بدل المواصلات التي
يقدمها البرنامج للمتدربات لشراء ماكينة خياطة متطورة تعمل بالكهرباء لطالما حلمت بامتلاكها منذ نعومة أظافرها .في
البداية شغلت مريم الماكينة يدوياً حتى تمكنت من جمع مبلغ مالي من عملها واشترت بعدها منظومة صغيرة للطاقة الشمسية
من خـــــلالهـــــا صـــــارت تشغـــــل مـــاكينتهـــا بالطـــاقـــــة الشمسيـــــة وزاد انتــــاجهــــا مـــــن خيــاطــــة
المــــــــلابــس . تتحدث مريم بفرح والدموع تملأ عينيها « حتى الآن لا اصدق ماحصل صرت خياطة ماهرة ومشهورة
حتى العرائس صاروا زبائن عندي ، حلمي أصبح حقيقة » … « تعلمت أشياء جديدة واكتسبت مهارات متنوعة ، حتى
مجتمعي استفاد أيضا أخيط للفقيرات بأجور زهيدة ، كما أني خيطت فستان عرس أبيض وأقوم بتأجيره بأجر رمزي للفتيات
الغير قادرات على شراء فساتين الأعراس » تفتح مريم ذراعيها بفرح وأمل قائلة « أتمنى أن يستمر المشروع وأن يدرب
بنات أُخريات محتاجات كما كنا نحن محتاجات لمثل هذا البرنامج وأتمنى أن أكون ضمن العاملين في البرنامج ليس من أجل
المال فحسب بل لأنقل خبرة لبنات جنسي الاخريات والمجتمع عامة .